برامج التصاميم

--> منذ انطلاق حقبة ما بعد الحداثة في الثمانينات، دخلت عبارة «تصميم» (design) في أزمة وتفكّك معناها حتى تحولت إلى مرادفٍ لما هو «مرسومٌ في شكلٍ جيّد» أو لـ «القطعة الدارجة»، وأضحت بالتالي تعني كل شيء ولا شيء تحديداً. ولكن قبل ذلك، شكّل هذا الفن على مدى قرنين من الزمن ميداناً بذاته لكبار الفنانين، وقلّة من النقاد قادرة على سرد سيرورة تطوّراته الكثيرة والمعقّدة. من هنا أهمية المعرض الذي افتـــُتح حديــثاً في «القصر الكبير» (باريس) بعنوان «تـــصميم إزاء تصميم»، والذي يغطي بمـــحتوياته، الحقبة المـــمتدة من بداية الثورة الصناعية حتــى الـــيوم. وبــدلاً من مقاربةٍ التسلسل التاريخي لهذا الموضوع، يقترح المعرض طُرُقاً مختصرة داخل الزمن هدفها إطلاق حوارٍ بين القطع المعروضة، مع التركيز على علاقة فن التصميم بسائر الفنون.

ولفترةٍ طويلة، اضطُر أرباب هذا الفن الى المدافعة عن قيمة أبحاثهم عبر التذكير بأبحاث أهم طلائع القرن العشرين في إطاره، وبالتالي عبر إبراز وحدة الطابعَين السياسي والجمالي في ابتكاراتهم منذ البداية، أي تـــلك الرغـــبة في خلق قطع فنية ضمن مـــنظورٍ اجــــتماعي. وهدف هذا الانخراط داخل تاريخ الأفكار الاجتماعية كان إظهار حتمية حركة الحداثة في اتجاه كل مرافئ الحياة. ولتحديد مصادر هذه الحداثة التي انطلقت، في نظرهم، عام 1914 مع حركة «باوهاوس» الألمانية، عاد المصممون في كل مرّة إلى القرن التاسع عشر، وتحديداً إلى الحركات الغوطية الجديدة الإصلاحية، ومن أبرز وجوهها راسكين وفيولي لو دوك، وإلى حركة «فنون وأعمال حرفية» التي انطلق بها ويليام موريس وتفرّعت منها حركات كثيرة، في انكلترا أولاً، ثم في معظم أنحاء أوروبا، وإلى أسلوب «الفن الجديد» الغني عن التعريف.

ولكن عند نهاية السبعينات، سلّطت أبحاثٌ جامعية الضوء على مصادر أخرى لهذه الحداثة، وفي شكلٍ خاص على «الكلاسيكية الجديدة» التي يـــتوافق تــــحديد جـــــماليتها الصفائية (puriste) في مـــنتصف القرن الثامن عشر مع بداية الثورة الصناعية في أوروبا. فـــمنذ ذلك الحين، ارتـــبط هذا الميل إلى «البســـاطة النبيلة» بـــرؤية سياســـية تـــقوم على الديــــمـــوقراطية. -->

وفي هذا السياق، اعتبر جوهان وينكلمان – أوّل ناقد فني في تاريخ الفن - أنه لم يكن في استطاعة الجمال الإغريقي أن ينبثق إلا تحت شعار الحرية. وسيُخلّف أرباب هذه الحركة ابتكارات وقطعاً لا تقل قيمة عما حقق في هذا المجال في بداية القرن العشرين أو في منتصفه. ومع ذلك، لا تزال تأمّلاتهم النظرية أقل شهرةً من تأمّلات الحركات الأخرى. ولعل ذلك يعود إلى تعبيرهم فيها عن قلقهم من ازدهار القطاع الصناعي السائر، في نظرهم، بفضل قوّة إنتاجه ومواده الرخيصة، إلى استخدامٍ أكثر فأكثر مبتذلٍ للأعراف القديمة التي كانوا يمارسونها والتي تحوّلت في زمنهم إلى أسلوبٍ عالمي شهير. وفعلاً، ابتكر الصناعيون في منتصف القرن التاسع عشر مفهوم «الغرض المفيد والجميل» بهدف الاستفادة من رونق «الفنون الجميلة» و «سكبه» على منتجاتهم الصناعية. وقد حاولوا إخفاء الطابع النفعي لمسعاهم تحت مظهر أخلاقي: تعميم الفن على الجميع. وخلال السنوات الأخيرة، أثبتت معارض كثيرة في أوروبا أهمية التيار الكلاسيكي الجديد في تـــطوّر فن التصميم. لكن معارض أخرى شكّكت في تجـــانس هذا التيار الذي دام أكـــثر من ثلاثين عاماً وانتشر في كل أوروبا.

ومنذ فترة قصيرة، أعيد اعتبار التيار السرّيالي كأحد المصادر المهمة لفن التصميم لوضعه «الأسلوب الحديث» (Modern style) في قمة الإبداع، منذ عام 1929، مع سلفادور دالي، ولإحيائه من جديد الرؤية العضوية التي ترتكز على أشكال بيولوجية، ولكن ضمن منظورٍ مناقض للحداثة.

تم التركيز على قطع الأثاث وأُهمِلت القطع الالكترونية وأدوات المطبخ. ويسمح تنوّع الموضوعات المعالجة بتسليط الضوء في شكلٍ جديد على قطعٍ من مراحل تاريخية مختلفة، بينما تُحدث مقـــابلة هذه القطع في ما بينها شراراتٍ مثيرة تتكشّف فيها طبـــيعة الأشكال المعتمدة واستيهامات مبتكريها، وتـــنكشف الـــثوابت والاختلافات بين الأســـاليب على مر الزمـــن وتتـــجلى حـــقب طويـــلة وأخـــرى قـــصيرة داخل هذا الـــفن.

يتناول القسم الأول من المعرض طبيعة الأشكال المستخدمة، مع أنه لا يوجد شكلٌ صاف في المطلق داخل هذا الفن. فكل شكل يقود إلى سلسلة صورٍ واستيهاماتٍ: الخطوط المستقيمة تقابلها خطوط مقوّسة، والأشكال الواضحة يقابلها انعدام للأشكال أو أشكال مشوّهة، والأشكال المتعامدة يقابلها أشكال عضوية... وخُصِّص القسم الثاني من المعرض للبيئة التي استوحى فن التصميم منها أشكاله وموضوعاته، كالجسم البشري أولاً، أو جسد مُستخدِم هذه القطع المصنوعة لخدمته وللاستجابة لرغباته، التي تدفعها وظيفتها إلى تقليده والالتحام به؛ الطبيعة التي استُخدمت في فن التصميم منذ القدم بنباتاتها وحيواناتها وحجارتها؛ القطع الصناعية التي تحوّلت مع مرور الزمن إلى خردة أو حلّت مكانها قطعٌ صناعيةٌ أخرى، وذلك عبر إعادة توظـــيف أشكالها ومـــفاهيمها.

ويقارب القسم الأخير من المعرض الهندسة التي انخرطت داخلها القطع المبتكرة. فمثلما كانت قطع الأثاث المصنوعة خلال عصر النهضة الأوروبية مصمَّمة على شكل قصورٍ أو صروحٍ فنية، حافظت القطع الحديثة على هذا الطابع الهندسي، الأمر الذي ساهم في تفجير الحدود بين هندسة «داخلية» وأخرى «خارجية». وتختتم المعرض قطعٌ طليعية مثيرة تشكّل نوعاً من «العودة إلى الأصول»، الذي دعا إليه تريستان تزارا وسلفادور دالي، والذي «يمكن الأطفال ولوجه من دون رفقة الكبار مع تحياتي لعيونك برامج التصاميم 1204946912

فيفي

أتمنى أن يعجبكم هذا الموضوع برامج التصاميم C2b8759eac

_________________
مع تحياتي لعيونك فيفي برامج التصاميم 1204946912

lموضوع رووووعة شكرا
بأنتظار كل جديد رائع

مشكووووووووووووووره اختي

ع البرامج
يسلموووووووووووووووووووو

يسلمك الله ع هل موضوع
كتييير حلو